أظهر الاستفتاء، المشكلات التي تواجه الطلاب وأولياء الأمور كالتالي: الإنترنت من حيث التكلفة العالية للباقات المفتوحة وجودة الشبكة وانقطاعها كانت على رأس المشكلات، تلتها مشكلة عدم تركيز التلاميذ وتشتت انتباههم بسبب عدم وجود أساليب جذابة في الشرح، وتمثلت المشكلة الثالثة في عدم وجود تفاعل بين المدرس والطلبة من حيث عدم القدرة على طرح أسئلة، ومن المشكلات أيضًا افتقار بعض المواد العلمية إلى شرح ميسر للطلاب، وأن الشرح مناسب لولي الأمر وليس للطالب، وكذلك عدم جودة الصوت والإضاءة.
الاستفادة المثلى
الدكتورة منى يونس، المتخصصة في مجال التعليم الإلكتروني، أوضحت أنه “حتى يحقق أولياء الأمور الاستفادة المثلى من التعليم لا بد من أن يتعاملوا مع مرحلة كوفيد-19 على أنها ممتدة، وأن يكيفوا أنفسهم عليها بتغيير التفكير إلى أن التعليم ليس مرتبطًا بفصل دراسي وبأربعة جدران، وأن نزرع داخل أولادنا وطلابنا أن التعلم مسؤولية خاصة بهم وليس مسؤولية المدرسة ولا المعلم، وإذا خرجنا من مرحلة كوفيد-19 بتحقيق هذا الهدف سنكون حققنا إنجازًا كبيرًا جدًّا”.
تضيف: “الاستفادة الثانية التي يمكن أن نخرج بها من أزمة كورونا هي أن نقضي مع أولادنا وقتًا عالي الجودة وأن نستزيد من العلم في المجالات التي لديهم شغف بها مثل الأعمال اليدوية والزراعة والفلك والسيارات، وأن نحاول إشراكهم في ذلك ورفع مستوى شغفهم بعمل مشاريع صغيرة في المنزل وحثهم على التعلم بطرائق غير مباشرة ومن خلال المرح، وألا يصلهم الشعور بأن التعلم شيء ممل أو جبريّ”.
وتؤكد المتخصصة في مجال التعليم الإلكتروني أن “الهدف الرئيس الذي يجب التركيز عليه هو غرس القيم الخاصة بالتعليم أكثر من المادة التعليمة، مثل قيمة تحمل المسؤولية واحترام المعلم والمجهود الذي يبذله في التعليم الإكتروني، وتقدير أن التعلم الإلكتروني والأجهزة ليست متاحة لكل الأطفال”.
أما بالنسبة إلى التعليم الإلكتروني لمرحلة الطفولة المبكرة فترى الدكتورة منى أن “الاستفادة من التعليم الإلكتروني في هذه المرحلة في غاية الصعوبة، خصوصًا أن مرحلة الطفولة المبكرة تعتمد على تنمية المهارات الاجتماعية من التشارك مع الآخرين والتواصل أكثر من فكرة التشارك عبر الإنترنت، لذلك لا بد من تطوير القدرة على توصيل المادة من خلال اللعب، وأبدع بعض المعلمين في إنشاء وتطوير بعض الألعاب عن طريق الأدوات باللغة العربية ولكنها لا تزال محاولات ضئيلة”.