في يوتوبيا “آين” العقلانية هي الفضيلة الأخلاقية الرئيسية، وتفيد بأن على المرء أن يبذل أقصى ما في وسعه ليحقق ذاته غير معنيّ بشيء آخر، لهذا فالأنانية فضيلة، والإيثار أو التضحية بالنفس من أجل الآخر فعل لا أخلاقي، وأي مساعدة يمنحها المرء لغيره استثناء للقاعدة، ولا تصحّ المساعدة إلا في سبيل إسعاد الفرد لنفسه.
أنت لست مسئولًا سوى عن تحقيق سعادتك، ونشاطك الأنبل هو إنجازك، والمطلق الوحيد لديك العقل، وهو الوسيلة الشرعية لبلوغ غايتك في السعادة التي تصورها “راند” بكونها “حالة من البهجة لا تناقض فيها، بهجة دونما عقاب أو شعور بالذنب”.
ولكي يتحقق الفرد لا بد له من مجتمع تصفه “آين” بأنه “جمعية طوعية بين أناس لا تجمعهم سوى المصلحة الشخصية لكل منهم”، ومقياس فضيلة مجتمع كهذا المال، واكتسابه يكون بواسطة “الجهد الصادق”، لا عبر عطايا الحكومات ومحاباتها، فـ”عندما يجري تداول المال بالإكراه لا بالموافقة، وعندما تجد أنه من أجل أن تنتج فإنك مضطر إلى الحصول على إذن من أناس لا ينتجون شيئًا، وعندما ترى الأموال تتدفق على أولئك الذي يتعاملون لا بالبضائع بل بالمحاباة؛ فلتعلم حينها أن مجتمعك محكوم عليه بالفشل”.
وهو ما حدث في ديستوبيا “راند”، حيث جمعت الحكومة حولها مجموعة من رجال الأعمال الطفيليين لتسند إليهم من المشروعات ما ضخّم ثرواتهم، في حين جازى المسئولون “أصحاب العقول” بالضرائب والقيود، لينسحب أولئك فيما يشبه الإضراب ويدخل العالم في فوضى عارمة، عندها يقرر “غالت” العودة لإنقاذ الوضع، ويلقي بيانًا على الشعب يشرح فيه أسباب الخراب ورؤيته للحل، رؤية ربما لا تحكم عالم اليوم كما طمحت الفيلسوفة الأمريكية، لكن ما كان لها أن تتخيل الإنجاز الذي أرساه جيل جديد من رواد أعمال يتبعون تعاليمها بعدما أبدعوا عالمًا سيبرانيًّا أمسى يوجه ويدير واقعنا.